اللقاء الاخير .. بقلم الأستاذة / بصمة حزن ( هدى محمود السقا )
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
اللقاء الاخير ..
بقلم الأستاذة / بصمة حزن ( هدى محمود السقا )
كان الوقت متاخرا ،ورايته امامي جالسا على الارض مستندا للاريكة ،سمعت صوته يناديني ،طربت لهذا الصوت وأسلوبه في نطق اسمي ،اسرعت الخطى لالقي بنفسي بين ذراعيه ،سرت في الغرفة المظلمة ،ووصلت الى حيث يجلس فوجدته مبتسما ويرفع يده ليمسح بها راسي التي طالما احتضنتها .لكنني لم اقترب كثيرا باتجاهه وسالته معاتبة :كيف تتركني طول هذه المدة ..؟
استوقفني ليقول :اوتعتقدين ان اخبارك لا تصلني ؟
او انني لا اعرف ماذا فعلت ؟
اذهلني سؤاله ،فهل هو حقا يعرف ما مررت به ؟
كثيرا ما احتجت الى صدرك ابث اليه متاعبي ومشاكلي ،كثيرا ما بحثت عنك ،وكثيرا ما سالت نفسي :ماذا ستفعل لو كنت مكاني ؟
ماذا سيكون رايك ؟لكنك ابدا لم تجبني ،بل تركتني وحيدة .
لا تلوميني على ذلك ،ولكنني كنت دائما اراقبك من بعيد، انظر اليك واتاملك .
ابتسم بهدوء اظهر جماله فسرت في بدني رجفة لا ادري ما سببها سوى اشتياقي الكبير لهذا الوجه وملامحه .
صدقته ومددت يدي علي المس يده واضمها لشفتي واشم عبيرها .تراجعت يدي فهو لم يبدي اي محاولة للامساك بها .نهضت من امامه مسرعة لانير الغرفة واستدرت باتجاهه فلفت انتباهي عدم وجوده في مكانه ،تلفت ابحث عنه ،ناديته باسمه ،ناديت باعلى صوت ،ناديته باحب الاسماء الى قلبه ،فلم اجده ،ولم اجد ما يشير الى وجوده ،فحزنت وانزلقت دموعي من بين جفوني لتحفر على وجنتي ممرا جديدا بين ما سبقها من دموع لترطب جفاف نفسي ،سرت بتثاقل واتجهت الى حيث كان جالسا ،فوجدت مكانه لا يزال دافئا يفوح بعبيره ،اسندت راسي الى الاريكة حيث اسند ظهره ،فعاد الي ذلك الشعور حيث كنت اتخذ من صدره وسادة لي ،وخيل الي انني اسمع دقات قلبه المتسارعة ،ولكن قد تكون على الارجح دقات قلبي انا التي تلهث خلفه وتبحث عنه .لملمت فتات نفسي واستجمعت قوتي وقوته .تركت المكان واتجهت لاطفىء الانوار ليس املا في عودته ،بل لارحل خلفه هذه المرة .
بصمة حزن
بقلم الأستاذة / بصمة حزن ( هدى محمود السقا )
كان الوقت متاخرا ،ورايته امامي جالسا على الارض مستندا للاريكة ،سمعت صوته يناديني ،طربت لهذا الصوت وأسلوبه في نطق اسمي ،اسرعت الخطى لالقي بنفسي بين ذراعيه ،سرت في الغرفة المظلمة ،ووصلت الى حيث يجلس فوجدته مبتسما ويرفع يده ليمسح بها راسي التي طالما احتضنتها .لكنني لم اقترب كثيرا باتجاهه وسالته معاتبة :كيف تتركني طول هذه المدة ..؟
استوقفني ليقول :اوتعتقدين ان اخبارك لا تصلني ؟
او انني لا اعرف ماذا فعلت ؟
اذهلني سؤاله ،فهل هو حقا يعرف ما مررت به ؟
كثيرا ما احتجت الى صدرك ابث اليه متاعبي ومشاكلي ،كثيرا ما بحثت عنك ،وكثيرا ما سالت نفسي :ماذا ستفعل لو كنت مكاني ؟
ماذا سيكون رايك ؟لكنك ابدا لم تجبني ،بل تركتني وحيدة .
لا تلوميني على ذلك ،ولكنني كنت دائما اراقبك من بعيد، انظر اليك واتاملك .
ابتسم بهدوء اظهر جماله فسرت في بدني رجفة لا ادري ما سببها سوى اشتياقي الكبير لهذا الوجه وملامحه .
صدقته ومددت يدي علي المس يده واضمها لشفتي واشم عبيرها .تراجعت يدي فهو لم يبدي اي محاولة للامساك بها .نهضت من امامه مسرعة لانير الغرفة واستدرت باتجاهه فلفت انتباهي عدم وجوده في مكانه ،تلفت ابحث عنه ،ناديته باسمه ،ناديت باعلى صوت ،ناديته باحب الاسماء الى قلبه ،فلم اجده ،ولم اجد ما يشير الى وجوده ،فحزنت وانزلقت دموعي من بين جفوني لتحفر على وجنتي ممرا جديدا بين ما سبقها من دموع لترطب جفاف نفسي ،سرت بتثاقل واتجهت الى حيث كان جالسا ،فوجدت مكانه لا يزال دافئا يفوح بعبيره ،اسندت راسي الى الاريكة حيث اسند ظهره ،فعاد الي ذلك الشعور حيث كنت اتخذ من صدره وسادة لي ،وخيل الي انني اسمع دقات قلبه المتسارعة ،ولكن قد تكون على الارجح دقات قلبي انا التي تلهث خلفه وتبحث عنه .لملمت فتات نفسي واستجمعت قوتي وقوته .تركت المكان واتجهت لاطفىء الانوار ليس املا في عودته ،بل لارحل خلفه هذه المرة .
بصمة حزن
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى