الحب على رِجلٍ واحدة
صفحة 1 من اصل 1 • شاطر
الحب على رِجلٍ واحدة *
بقلم الشاعر / فريد رشيد./
باحََ لها بالمكنونِ
في عتمةِ اللَّيلِ
إمتلأتِ جُدْرانُ الغرفةِ الصامتةِ
بالنجومِ المُتلَألِئة
وفاحَ أريجُ نبضاتهِ في الأرجاءِ
احمَرَّتْ خُدودها
أومَأتِ بعينيها المُرتَبكَتينِ
ولمْ تنطقْ
فقدْ كان هيجانُ البلوغِ
تُحاكي مَطارقَ الحدَّادينَ
تسابقتِ الأيادي إلى الوَجنتين
على وقعِ صفيرِ المشاعرِ
وهو يخترق بساتينَ الياسمين المُتَفَتِّح
بعدَ شتاءٍ طويل
حضنَ المخدَّة وكأنَّها حبيبَتهُ
حَلَّقَ مع الخيالاتِ
كطفلٍ يُسابقُ الفراشاتِ فرحَاً
مَرَّتْ قوافِلُ الأيَّامِ
ونسيجُ رُوحهِ يزدادُ مَتانةً
والأملُ ينمو
رُغمَ أشواكِ المسافاتِ
وأنيابِ البُعدِ
إلَّا أنَّ السماءَ بَدَأت تتلبَّدُ
وصوتُ قلبها يخفُتْ
رُويداً رُويداً
حَمْلَ أشلاءَ أحلامهِ المُبَعثَرة
متوجِّهاً إليها
سأَلها، عَمَّا يجري؟
قالتْ : يبدو أَنَّكَ كثيرُ التَوهُّم
نظرَ في عينيها بفؤادٍ مَكلومٍ
أينَ مَضَى العهد الذي قطعناهُ معاً ؟
مَنْ أسكنتهِ كوخَ الأحلامِ خاصتنا؟
تَلعثمتِ الكلماتُ قبل خروجها
كالطوفان
في الحقيقةِ، لم أُحِبُكَ أبداً!!
إسْوَدَّتِ الأرجاء
وعمَّ برودةُ الشتاءِ
في لحظةٍ ما، توقّفَ الزمن
وعمَّ صمتُ المقابِر
انكسرَ آخرُ غُصنْ
وهو يشاهدُ الخاتمَ يضحكُ
في يمينها
كلَّ التوقعات، هجمتْ عليه دفعةً واحدة
خرجَ، والحزنُ يحملهُ بين كفَّيهِ
قال لها :
من وراء ظهرهِ
مُباركْ
لمْ يتنبه، إلا وصوتٌ يُناديهِ
يا عمْ، انتبه
الطريقُ للسيارات، ألا ترى؟
تبَسَّمَ بتكاسل، وقالَ :
عذراً، يبدو أنَّ حِملَ عِقدينِ من الزمن
ما زال يُثقلُ كاهلي.
بقلم الشاعر / فريد رشيد./
باحََ لها بالمكنونِ
في عتمةِ اللَّيلِ
إمتلأتِ جُدْرانُ الغرفةِ الصامتةِ
بالنجومِ المُتلَألِئة
وفاحَ أريجُ نبضاتهِ في الأرجاءِ
احمَرَّتْ خُدودها
أومَأتِ بعينيها المُرتَبكَتينِ
ولمْ تنطقْ
فقدْ كان هيجانُ البلوغِ
تُحاكي مَطارقَ الحدَّادينَ
تسابقتِ الأيادي إلى الوَجنتين
على وقعِ صفيرِ المشاعرِ
وهو يخترق بساتينَ الياسمين المُتَفَتِّح
بعدَ شتاءٍ طويل
حضنَ المخدَّة وكأنَّها حبيبَتهُ
حَلَّقَ مع الخيالاتِ
كطفلٍ يُسابقُ الفراشاتِ فرحَاً
مَرَّتْ قوافِلُ الأيَّامِ
ونسيجُ رُوحهِ يزدادُ مَتانةً
والأملُ ينمو
رُغمَ أشواكِ المسافاتِ
وأنيابِ البُعدِ
إلَّا أنَّ السماءَ بَدَأت تتلبَّدُ
وصوتُ قلبها يخفُتْ
رُويداً رُويداً
حَمْلَ أشلاءَ أحلامهِ المُبَعثَرة
متوجِّهاً إليها
سأَلها، عَمَّا يجري؟
قالتْ : يبدو أَنَّكَ كثيرُ التَوهُّم
نظرَ في عينيها بفؤادٍ مَكلومٍ
أينَ مَضَى العهد الذي قطعناهُ معاً ؟
مَنْ أسكنتهِ كوخَ الأحلامِ خاصتنا؟
تَلعثمتِ الكلماتُ قبل خروجها
كالطوفان
في الحقيقةِ، لم أُحِبُكَ أبداً!!
إسْوَدَّتِ الأرجاء
وعمَّ برودةُ الشتاءِ
في لحظةٍ ما، توقّفَ الزمن
وعمَّ صمتُ المقابِر
انكسرَ آخرُ غُصنْ
وهو يشاهدُ الخاتمَ يضحكُ
في يمينها
كلَّ التوقعات، هجمتْ عليه دفعةً واحدة
خرجَ، والحزنُ يحملهُ بين كفَّيهِ
قال لها :
من وراء ظهرهِ
مُباركْ
لمْ يتنبه، إلا وصوتٌ يُناديهِ
يا عمْ، انتبه
الطريقُ للسيارات، ألا ترى؟
تبَسَّمَ بتكاسل، وقالَ :
عذراً، يبدو أنَّ حِملَ عِقدينِ من الزمن
ما زال يُثقلُ كاهلي.
للمشاركة انت بحاجه الى تسجيل الدخول او التسجيل
يجب ان تعرف نفسك بتسجيل الدخول او بالاشتراك معنا للمشاركة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى